













الصين

تجارب الدول تُظهر أن الرموز السياسية ضرورة وجودية، تمنح الأجيال هوية واضحة وتوفر للأنظمة جدارًا نفسيًا يحميها من محاولات الاختراق أو العودة إلى الماضي. الدول التي تمتلك رموزًا حية تستطيع إنتاج خطاب وطني جامع، بينما الدول التي تهمل رموزها تُترك شعوبها ضائعة في فراغ الذاكرة والارتباك والتيه.

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه الهمجي على مدينة غزّة، بقصف الأبراج السكنية وإزالتها من الوجود في مشهدٍ يذكّرنا بما جرى لبرجي التجارة العالمية في نيويورك في 11 سبتمبر (2001)، في ما تحوّل إلى مبرّر شن الولايات المتحدة حروباً متتالية، واحتلال بلدان، وقتل ملايين، وتحطيم أنظمة الاقتصاد العالمي وإعادة هيكلتها.

لطالما أننا صرنا الآن في صلب معركة وجودية علنية مع كهنوت مستجد يعمل على طمس ذاكرة مقاومة جذوره، ومحو تاريخ صراع اليمني مع أسلافه، وإخفاء تاريخه الأسود، وخلق التباس وتزييف ينفذ من خلالهما إلى وعي المجتمع..

لقد شكل الهبوط في سعر صرف العملة الأجنبية أمام الريال اليمني، أو بعبارة أخرى تحَسُّن الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية، انتصارًا حقيقيًا بالنسبة لعموم الشعب الكادح، حتى بدون إصلاحات اقتصادية حقيقية، ومع ما تحمله عدد من الإجراءات المتخذة لتحسيّن أسعار الصرف من انتقادات وإدانة واضحة لمؤسسات الدولة نفسها، التي كانت تعرف مكامن الخلل، ولكنها قررت أن تترك الحبل على الغارب.

تابعنا جميعًا كيف تمكنت الحكومة والبنك المركزي، من مواجهة مضاربي العملة وشركات الصرافة التي حاولت التلاعب بأقوات الناس، في تلك اللحظات حضرت الدولة. وحضورها ليس مجرد مفهوم سياسي أو اقتصادي، بل هو ضرورة وجودية وحاجة شعبية ملحة، وهو ما أثبته الواقع اليمني مؤخرًا في معركة استعادة قيمة الريال اليمني.

ماذا عن مصطلح «الصهاينة العرب»؟ ماذا عن توظيفاته السياسية المختلفة؟ ومن هم هؤلاء الذين يطلق عليهم هذا المصطلح؟